martes, 28 de marzo de 2017

التأثربالغرب وأصبع الاتهام

ستة دروس يجب أن نتعلمها من الغرب

العصرية محمد طالب

للأسف عندما يكثر النقاش حول بعض القضايا الحساسة و السلبية في مجتمعنا او عندما يتجرأ أحد على طرح وجهة نظر مختلفة عن النظرة السائدة, فإنه يتم إتهامه مباشرة بالتأثر بالغربو  النظرة السائدة, فإنه يتم إتهامه مباشرة بالتأثر بالغرب هي جملة يستخدمها البعض عند كل صغيرة أوكبيرة خاصة في النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي.
أولا عندما نتهم او نصف البعض بأنهم متأثرون بالغرب, فنحن نقلل من قدراتهم الذهنية و قابيليتهم على بناء رأي نقدي و مستقل و نعطي للغرب ثناء لا ناقة فيه و لا جمل.
ثانيا و بغض النظر عن مكان تواجدنا الجغرافي, فإنه لكل واحد منا القدرة على تكوين  و بناء رأي مبنى على تجربة شخصية و على مدى إطلاع الشخص على العالم المحيط به سواء في الغرب او الشرق. إختلاف تجاربنا الشخصية من جهة و تأثرنا بمن حولنا ينتج عنه حتما إختلاف في تركيبة كل شخص بما في ذلك إختلاف في الاراء ووجهات النظر, هي مسلمة لا تحتاج تعليم عالي لتكون على إطلاع عليها. و لكن للاسف نحتاج الى أن نعيد النظر و دراسة موضوع التعصب للاراء وثقافة الحوار. يجب أن نتعلم و نعلم الاجيال القادمة أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية و أن نتعلم أن مهما إختلفنا في الاراء, يجب أن نحترم الراي المخالف لنا.
عندما نصف بعضهم بأنه متأثر بالغرب, فاننا للأسف نقصد من وراء ذلك اوتوماتكيا، في مجتمعنا، التشكيك في شخصية و أخلاق الشخص, عندما نصف البعض بأنه متأثر بالغرب فإننا نهدف الى التقليل من شأنه وإظهاره بدون شخصيةو الا اللي ايجا يمشي به”. و لكن  كإنسانة تعيش في الغرب و بعد أن رايت الكثيرين يقدمون حجة التأثر بالغرب في النقاش حول بعض القضايا الأجتماعية دعوني أحاول الإجابة من تجربتي هنا.
أولا السؤال  الذي يجب طرحه هو: من هو الغرب في وجهة نظرنا؟ هل الغرب رديء الى درجة أن لا أحد يريد التشبه به.؟ هل الغرب متخلف و حيواني الى درجة ان لا أحد منا يريد التشبه به؟ هل الغرب كله فوضى و شهوانية حيوانية الى درجة أنه ليس امن العيش بينهم؟ هل الغرب كافر الى درجة أنه يجب أن نعلق المصحف على رقابنا خوفا من أن يجبروننا على الصلاة في الكنائس؟ هل الغرب علماني الى درجة أنه لا مكان للمؤمنين فيه؟ هل الغرب عنصري الى درجة أنه لا مكان للسود فيه؟
قبل أن أسافر الى أوروبا, كنت كغيري ممن تخيلنا الغرب  فوضى أو غابة حيوانية تخلو من النظام و أمة لا تتبع تعاليم دين او أي عرف إجتماعي. سمعت الكثير من القصص من قبيلأيطير يلا انصارة ماويسخهم، فتخيلت انهم  أناس يمشون عرات, بدون علاقات إجتماعية محترمة مثل التي عندنا؟إيطيرهم يلا ماويسخهم”, فتخيلت أنهم لايحترمون عرف الزواج و يمكن لاي كان ان يقيم علاقة مع اي كان؟أنصارة شي من الجهلاء اشعارفين، لطالما رددها الكثيرون على مسامعنا, فتخيلت أنهم أمة لا تعرف الكتابة او القراة و انه لولا علماء المشرق أوروباطاحت بيها”.
حطت طائرتنا  على أرض الغرب المنسوخة و الكافرة كما يفضل البعض بوصفها و ما أكبر صدمتي, وكأن الطائرة حطت بكوكب أخر بيننا وبينهم قرن من الزمن, لا أحد يرميالكبةفي الشارع و لا أحد يرفع صوته في الحافلة و لا أحد يتخطاك في الصف و لكن لازلت أرفض أن أشكر الغرب أطيروا يلا, نعم لاننا أفضل, هذا ما قاله أستاذ التاريخ و أستاذ الشريعة الاسلامية أثناء دراستي الثانوية رغم أنه لم تطأ قدميهما أرض الغرب الكافرة.
في الاسبوع الاول في مكان إقامتنا تم أخذنا في جولة الى مكان صغير وجميل جدا, منعزل بين الاشجار, وتم إخبارنا بأنه  مكان يممكنا إستخذامه للصلاة و هو مكان هادئ لقراءة القران. لقد إندهشت  {بالحسانية : حشمونا} من كل هذا الاحترام في الغرب لديننا و في أثناء دراستي في الجامعة, في دولة مسلمة لم يكن هناك مكان للصلاة. جاء رمضان, لا أحد عاتبنا لماذا نصوم, و لا أحد تدخل في صيامنا, في صلاتنا او ملابسنا, بل بالعكس, فالكل بغض النظر عن ديناتهم مسيحية, يهودية, بوذية أو حتى ملحد, بارك لنا دخول شهر رمضان. وإن سألوا, طرحوا تسائلهم بإحترام شديد مراعاة لأفكارنا ومشاعرنا, وإذا جادلونا, قدموا براهينهم بإحترافية. عندها بدأت أحاول النظر اليهم كأناس من ثقافات متعددة و ليس فقط على انهم من الغرب الكافر, كأشخاص بلون مختلف عنا و ليسأتفواالنصارة الحمر, عندها نظرت لهم كأناس من ديانات أخرى { لهم دينهم و لي ديني}, لأن الاسلام يحث على التعايش مع الاخرين وإحترام دياناتهم.
جاء يوم العيد وإزدادت دهشتي أكثر, فأحد الاساتذة وزوجته المسيحية دفعا من جيبيهما مصاريف يوم العيد و طبخت زوجته باربارا ما لذ وطاب من الاكل المفضل عندنا نحن المسلمين. هل باربارا إنسانة مسيحية طيبة تحترم ديانة الأخرين, ام أنها مسيحية لها أجندة خفية تريد من وراءها تدميرنا نحن المسلمين؟ لا باربارا الإفرقية عملت بالمدرسة لسنوات عدة و تعامل كل الطلبة بإحترام بغض النظر عن دينهم أو جنسيتهم. في ليالي رمضان أيضا, كان يإمكاننا إعداد الشاي و دعوة الطلبة من مختلف الجنسيات و الأديان لشرح شهر رمضان و التعرف على الاسلام, لانه من الأكيد ان البعض منهم كانت له أراء سلبية ايضا عنا, كما نحن عن الغرب. المدرسة أيضا متوفرة على مسبح و الجميع لديه الحق في إستخدامة ماعاد يوم الأربعاء من كل أسبوع, فالمكان محجوز للمسلمات و لا أحد إعترض من طلبة المدرسة أو عمالها. لأن واحدة من ميزات أغلبية سكان أهل الغرب, تحترم و تتقبل أراء وديانات الاخرون حتى و أن كانوا ضدها تماما. هذا أول درس يجب أن نتعلمه من الغرب {و هنا لا أقصد العنصريين و المعارضين للأجانب في الغرب}
من الأساطير التي نسمع عن الغرب أيضا, أن ليس لديهم علاقات إجتماعية قوية, و انهميزركواأهلهم في ديار المسننين  الخير و العافية {و هنا القليل من الصحة وليس بالمعنى المقصود, و في معظم الاحيان الكبار في السن هم من يفضلون العيش في الاماكن المخصصة لهم بسبب العناية المتوفر لسنهم المتقدم و البعض بدون أولاد أصلا} . معظم العائلات التي أعرف  هنا و هم كثر, تربط بينهم علاقات عائلية قوية جدا مثلنا تماما, يهتمون و يعتنون بـبعضهم مثلنا تماما. هنا في النرويج يفضل الشباب عند بداية الجامعة عدم العيش في نفس البيت أو حتى نفس المدينة مع الوالدين ليس لانه يكره أهله أو أنهم ساعوه بيهم ألخير بلا قلب, لا فقط لانهم يتعلمون الاستقلالية و روح المسؤلية في سن مبكر جدا.نحنا البعض عمرو 40 ما يعرف يقليبيظة”.
الدرس الثاني هو : الاستقلالية والتساوي المهام بين الجنسين في الحياة و الاعمال اليومية.
أيضا ليس صحيح  أن النصارة الاشي ماشي أعلى وجهو, هم مثلنا تماما فيهم الصالح و الطالح. إذا كنت لا تخاف من الله او المجتمع عندما تضايق فتاة في الشارع, فجرب أن تضايق نصرانية غربية هنا, فإنك أولا ستجد كل القواننين مسنونة لحمايتها من التحرش, هذا لا يعني أن مجتمعاتهم تخلوا منها, بل النسب مخيفة بعض الاحيان في هذه الدول, و لكن على الاقل ليس هناك خوفا من {لفظاخة} إذ شكت الفتاة من الظالم, في حين في مجتمعاتنا المسلمة لاتتجرأ الفتاة الحديث عن التحرش أو غيره من تصرفات الرجال القذرة خوفا من لفظاحة و تحويلها من ضحية الى ظالم { اصحها فيها, أخبارك كاع ماشية الىين ينكام أعليك} لذا لا يمكن لأي أحد أن يقدم نسب التحرش في الغرب للإظهاره بإنهم الأسوء, هذه مقارنة غير عادلة لأن الارقام و النسب حول التحرش غير موجودة في مجتمعاتنا أصلا. لذا لاداعي للإفتخار ونحن نعلم أن ما خفي أعظم.
الدرس الثالث هو : نحن بحاجة أن نتعلم من الغرب الشفافية والكوراجفي نقاش هكذا ظواهر. أن تتعلم نسائنا عدم الخوف من لفظاحة لتتحدث عن ما يتعرضن له.
كثيرا ما نرى البعض من مثقفينا يكتب { فلانة و الافلانة الباسوا الا انصارة}, الغرب و بعيدا عن الاحزاب السياسية المتطرفة و التي تحارب الحجاب و غيره من الرموز الدينية, إلا أن إلانطباع خلال هذه السنوات هو أن الغرب أكثر تسامحا منا و أكثر تقبل للدينات و الاراء المختلفة أكثر منا {و عارفة عنها واعرة  إعلينا نتقبلوها}.
في أول أيامي هنا, أدهشتني كثيرا رؤية فتاة محجبة في الجيش النرويجي, فتيات مسلمات في أعلى قيادات الاحزاب السياسية هنا, و أيضا مسلمات في نفس المناصب بدون حجاب. ترى ماهو سبب نجاح الغرب أكثر منا؟ السر هو قدرة أفراده على التعايش فيما بينهم و مع ديانات أخرى. في دولة صغيرة مثل النرويج هناك 126  مسجد والعدد في تزايد مستمرز مساجد على أرض الكفار, مبنىة من دعم من الكفارياويليهذا ما ايصح؟؟. ترى ماهي ردة فعلنا إذا طلب أحد ضيوفنا بغرفة صغيرة لتكون مكانة للعبادة في المخيمات؟ كلنا يعرف جيدا ردة فعلنا رغم أننا ديننا يحثنا على إحترام و تقبل الاخر, يغير نحنا ما إقبلنا راي بعضنا نقبلوا نصاراني و لا بوذي. نظرة سريعة للنقاش أونلاين و سترى لعجب ونبلوكوااي حد يختلف عنا و نسب أي حد طرح وجهة نظرو.
الدرس الرابع هنا : يجب أن نتعلم من الغرب, أنه من الممكن التعايش مهما إختلفنا في الرأي, يجب أن نتقبل أراء الناس من ديانات و ثقافات أخرى و لكن أهم شئ هو أن نتقبل بعضنا و نحترم أراء البعض.
يقول رسول الله عليه الصلاة و السلام {من أحب قوما فهو منهم}, الاكيد أن الإنسان يتأثر بمحيطه سواء في الغرب أو في أي مكان أخر ولكن من الصعب جدا أن نحكم على أحد أن تأثره بمحيطه الجديد سلبي تماما, لان ذلك رايك الشخصي و للأسف مبني عادة على أحكام مسبقة مثل صور الشخص في مواقع التوصل الاجتماعي أو أسواقة.
العيش في الغرب يعلمك التواضع, لأنك تلتقي بأناس يمتلكون شركات و المليارات و ماشين بصباط رياضة, بينما يسافر ملك السعودية بدرج كهربائي ذهبي في طائرته الخاصة و هو الذي يقصف أبناء عمومته ودينه و لكن الغرب الكافر هو من يساوم و يحاول توفير الدعم الإنساني {هنا أقصد المجتمع المدني و المنظمات و ليس الحكومات ذاك موضوع ثاني}, الغرب يعلمك التضامن, عند حظر ترامب السفر على بعض الجنسيات خاصة المسلمة منها, أظهر الغرب الكافر {المجتمع المدني الامريكي} تضامنهم مع المسلميين و قضوا أيام في المطارات, مئات المظاهرات المرحبة باللاجئين السوريين في مختلف الدول الأروبية و الهجوم على حكوماتهم لفتح الحدود للعائلات الفارة من ويلات الحرب, بينما لا نسمع أي شئ من السعودية و الكويت و قطر لماذا؟؟ أكيد ياوني ما عاندهم الفظة أمال يستضيفوهم { أمة ضحت من ..الامم}
الدرس الخامس : لا عيب في أن نتأثر بالغير , لأن التأثر لا يقتصر على الأشياء السلبية فقط.
في السفر بين المدن النرويجية و بين مختلف الإجتماعات للتعريف بقضيتنا, ألتقي بمئات الأشخاص منهم المسيحي, اليهودي و البوذي  والملحد , في معظم الأحيان يصدمون كيف أنهم لم يسمعوا بأخر مستعمرة بإفريقيا و ينفجرون غضبا عندما يكتشفوا أن شركات من دولهم يقومون بسرقة ثراوت دولة تحت الأحتلال, يتعاطفون ويتعاطفون و دون أن يفكروا بأي ديانة نؤمن, أيوجدالمتشيلةو يحاول السفر الى المناطق المحتلة لكسر الحصار. و التجربة مختلفة تماما عندما ألتقي ببعض العرب. ماريا, أخت لم تلدها لي أمي, لاتؤمن لا بالمسحية و لا إسلام ولكنها تشارك في أي حملة للدفاع عن المسلميين. تونة طالبة حقوق نرويجية سافرت للمراة الثالة لحضور محاكمة أبطال إكديم إزيك, لم تسأل يوما عن ديانتهم و لكنها وضعت الإنسانية فوق كل الإعتبار.
الدرس السادس : يجب أن نتعلم أن الدين شئ شخصي بينك وبين ربك و لا يحق لي أي كان أن يكفر غيره فقط لانه يلبس بطريقة مختلة أو يؤمن بشئ أخر. و أفضل برهان يمكن أن أستخدمه هنا هو : كل شاة معلقة بكراعها.
هناك الكثير من الاشياء يجب علينا تعلمها من الغرب و خاصها ما تحشمنا,
أولا : تقبل الراي الاخر و تعلم ثقافة حوار مبنية على تبادل لوجهات النظر و حرية كل طرف تقديم آرائه في جو يسوده الاحترام لان معظمنا متطرف لرأيه, و يصل به التعصيب للاراء حدود الهجوم بألفاظ نابية.
ثانيا: تقبلنا لثقافات الغير, لان مجتمعنا و أفكارنا ليست على حق دائما, فبإمكاننا التأثير و الـتأثر بغيرنا {نغبظو الصالح منذا من ذاك و أنخلو الخاسر منهم لاثنين}

للأسف نحن نتهرب من مشاكلنا عندما نلوم الغرب أنه السبب لكل مشاكلنا, نحن مهوسون كليا بنظرية المؤامرة. نلوم الغرب على فقرنا و ننسى أن نلوم حكامنا, نلوم الغرب على الحروب الطائفية و ننسى أن نلوم بعض المفتيين الذين يسقونها لمصالح شخصية و القائمة تطول. الغرب ليس جنة أيضا, ولكنه شئنا أم أبينا هم أفضل منا في الكثير من المجالات. لقد حان الوقت أن نقوم بإعادة دراسة نمط تفكيرنا, أن نكون صادقيين مع أنفسنا و نعترف أننا في سبات عميق حان الأوان أن نستفيق منه.

نشرت بواسطة: المستقبل الصحراوي في مقالات 27 مارس,2017 

1 comentario:

  1. Aprecio mucho tus comentarios Lehdía, me han abierto una visión del mundo saharaui creo que auténtica y en cualquier caso esperanzadora, pero si no los traduces lo tengo mal, y es una pena.
    Salud y alegría, Jesús

    ResponderEliminar