مقال جديد للنسوية والكاتبة منة اسويلم
كنا نخشى دوما كنساء فُرض عليهن زي موحد أن نفكر بصوت عالٍ حيال شعورنا بالسطو على أكثر الأشياء ارتباطا والتصاقا بنا عن أجسادنا وأشكالنا وكيف يجب أن نظهر
لوقت طويل كنا نخشى أن نقترب بالحديث عن كيف هو الإحساس أن تولدي كإمرأة لتجدي كتيب القواعد الأبوية وآليات الضبط أمامك، عن الإحساس بأن يكون اختيارك مُصادر، جسدك مُصادر، وصوتك مُصادر. لقد رافقنا الخوف أو ولدنا به. لا فرق، الخوف من هدم الانصياع والخوف من الانصياع، الخوف من الحديث والخوف من الصمت.
......
في المجتمعات الأبوية يكون جسد المرأة منذ الطفولة سيفا مُسلطًا على مصيرها كما هو الحال مع “ع.م” التي تصف تجربتها مع الملحفة بالقول: “بدأت دورتي و أنا في السادس ابتدائي، بعد الصيف وبداية الدراسة قامت أمي بحضي على لبس الملحفة بالقول “لقد أصبحتِ بالغة يجب أن تستري شعرك، أردافك ومؤخرتك أصبحت بارزة و يجب أن تستري نفسك” بعدها بسنة ارتديتها تحت الضغط وحتى وأنا بعيدة عليّ الإلتزام بها أو بالحجاب”
........
صخرة الهوية تحملها النساء فقط حتى وإن لم يصنعنها وكن في الغالب متلقيات لها على شكل أوامر تعمل المؤسسات الاجتماعية والسياسية على جعلها تبدو رومانسية كي تعطينا ذلك الإحساس بأن الهوية تعني أن نحمل على أجسادنا ندوب الصمت والإجبار. تتساءل فرحة لماذا تكون حماية الهوية والحفاظ عليها حكرا على النساء فقط ؟ “يجب أن تبقى الملحفة زيا ثقافيا فقط، مثل الدراعة (الملابس التقليدية للرجل) و أن يكون لدينا الخيار في ارتدائها متى شئنا، مثل ما هو حال الرجال الصحراويين الذين تخلو عن الدراعة لصعوبة التحكم فيها و استبدلوها باللباس العصري المواكب للحياة اليومية و العملية.
....
هذا الوضع يجبر العديد من الصحراويات على العيش في مدن بعيدة عن مجتمعهن بل يشكل ضغطًا على النساء اللواتي يعملن ليل نهار من أجل هذا الشعب ومع ذلك عليهن أن يخضعن أو يُهمشن، حيث لا يتم الاحتفاء أو الإعتراف بأي إنجاز للمرأة الصحراوية إلا إذا كانت ترتدي الملحفة، إن لم تكن كذلك تعتبر منسلخة عن المجتمع والدين ولا تمثله وتصادر شرعيتها.
كما حدث مع الدكتورة والكاتبة الصحراوية لهدية دافا عام 2018 بعد تقديمها لأطروحة الدكتوراة في الطب بعنوان “تاثيرات اللجوء المؤبد على الصحة النفسية لللاجئين الصحراويين في مخيمات تيندوف.” في مؤتمر طبي في برشلونة،إسبانيا ولم ترتدي الكرت الرابح لإرضاء الأبوية و الذكوريين: الملحفة.
تم تجاهل أهمية موضوع أطروحتها و تجاهل أهميته بالنسبة لشعبنا المنسي في اللجوء وتحت الاحتلال. و تركز الحديث و النقاش في اعتبارها “عارية” وغير “متسترة” ولا تمثل المرأة الصحراوية ولا الشعب الصحراوي مع صحن جانبي مليء بالسب و الشتم و التهديدات لشخصها.
وصفت لهدية الأمر بأنه: “بالطبع كان الأمر محزن ومؤلم على المستوى الشخصي ألا يتم رؤيتي إلا من خلال ملابسي وماذا تمثل لهم محزن أن تكون الملحفة أهم منا كنساء نقاتل من أجل حرية شعبنا، لكن اعتدنا على الأمر فمنذ زمن بعيد ينظر للمرأة الصحراوية في المهجر والتي لا ترتدي الملحفة بنظرة تحقيرية وتعهيرية مع تعامل مليء بالإزدراء والكراهية، بالتالي لا تُعطى لها شرعية تمثيل القضية الصحراوية، بل وتحرم من ذلك حتى ولو كان ذلك بمبادرة شخصية كما فعلت أنا ليس فقط في تلك المرة، بل في الكثير من المناسبات.
...
No hay comentarios:
Publicar un comentario